يستأثر
المستبدون دون الناس فى المجتمع أو دون أغلبهم باتخاذ " القرار" الذي
ينصب على المجتمع كله ويمس حياة كل فرد فيه. وهو، أو هم يفعلون هذا واعين تماما أن
الآخرين شركاء لهم في المجتمع بل انهم قد يبررون استبدادهم بضرورة الابقاء على هذه
المشاركة وتأكيدها. ولا ينكرون ــ عادة ــ أنهم يقررون للشعب وليس لأنفسهم.
ويأخذون من معرفتهم " الذاتية" حُجة قاطعة على الصحة الموضوعية لما
يتخذونه من قرارات. ثم يفرضونها على من قد يختلف معهم في الرأي، أو يتوقعون
اختلافه، بوسيلة أو أخرى من وسائل الإكراه المعنوي أو المادي مما يعطل إرادة الناس
وما يزالون فاعلين حتى يتحول العطل إلى شلل فيتحول البشر إلى مثل البهائم، وآيته
ألا يرفضوا الاستبداد، وتضمحل أو تضمر أو تتلاشى فيهم ملكة التفكير ويفقدون الشعور
ــ مجرد الشعور ــ بالقهر.
الدكتور/ عصمت سيف الدولة ـ كتاب الاستبداد الديمقراطى ـ صفحة 20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق