السبت، 24 سبتمبر 2022

الاستبداد ظاهرة تعويضية

 في عام 1950 تشكلت في الولايات المتحدة الأميركية لجنة علمية برئاسة "تيودور أدورنو" لدراسة "الشخصية المستبدة" وقد انتهت الى أن "الاستبداد" ظاهرة تعويضية.

قالت أن "الشخصية المستبدة " تتوفر ــ بشكل عام ــ في الأشخاص فاقدي الثقة بأنفسهم، الذين لم ينجحوا أبدا في تكوين شخصياتهم تكوينا متكاملا مستقرا. يدفعهم هذا النقص الذي يعرفونه من انفسهم الى محاولة تعويضه في العالم الخارجي. ويصبح فرض الاستقرار على الوضع الاجتماعي القائم هو التعويض عن عدم استقرار شخصياتهم. فهم عندما يستعملون العنف ضد أية محاولة تغيير اجتماعي دفاعاً عن استقرار النظام القائم يدافعون في الحقيقة عن ذواتهم التي تفتقد الاستقرار النفسي. ويؤدي كل هذا الى نزوع عدواني مختلط بكراهية ضد كل من لا يوافقهم في الرأي أو كل من يتميز عنهم خاصة أولئك الذين يتميزون بالمبادئ والقيم التي تشكك في سلامة النظام الاجتماعي أو تتطلع الى تطويره. من هنا ــ تقول اللجنة ــ ينحاز المستبدون دائما الى القوى المحافظة الرجعية اذا لم تكن ثمة مخاطر تهدد النظام بالتغيير فاذا ظهرت تلك المخاطر فان نزوعهم العدواني يصبح أكثر شراسة ويتحولون مباشرة الى "فاشست " وهم عندما ينشئون احزابا فإما أن تكون احزابا ارهابية واما أن تكون مكونة من الامعات من الناس ضعاف الشخصية.

الدكتور/ عصمت سيف الدولة ـ كتاب الاستبداد الديمقراطى

الفصل الأول: الاستبداد المتخلف ـ صفحة 29

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق